زهرات وورود وثمرات... التربية العملي... كلية التربية طرابلس

زهرات وورود وثمرات... التربية العملي... كلية التربية طرابلس

 

أقتحم هذا الفصل ما يقرب من مائة وثمانين طالبة من طالبات كلية التربية - طرابلس فصول أكثر من عشرين مدرسة ورياض أطفال ومركز للتربية الخاصة، تقع بمراقبة تعليم طرابلس ومراقبة تعليم سوق الجمعة، وذلك عبر برنامج التربية العملي الذي ينظمه ويشرف عليه قسم التربية وعلم النفس، بقيادة الدكتور محمد علي الساحلي الرجل الهاديء المهني الصبور.

 

طالباتنا الكريمات يقدمن عبر هذا البرنامج عصارة وثمرة مسيرة ثمانية فصول دراسية بالكلية، وما شمل ذلك من مقررات، وأنشطة، وواجبات، ومعامل، وامتحانات، وفعاليات، وتدريبات على الأداء التربوي والتدريسي. ليس ذلك فحسب، بل ولمسنا من قبل طالباتنا الإرادة والتصميم على  تقديم الأفضل والوصول إلى درجة الرقي والتفوق والإبداع.

 

بلغ في البداية عدد الطلبة المشاركين في البرنامج في هذا الفصل (ربيع 2022م) 180 طالب وطالبة (179 طالبة وطالب واحد)، موزعين كالتالي: قسم الأحياء (28 طالبة)، اللغة الإنجليزية (32)، معلم فصل (29)، تربية خاصة (11)، رياض أطفال (14)، الحاسوب (13)، اللغة العربية (16)، الفيزياء (9)، الرياضيات (10)، الكيمياء (13)، التربية الفنية (7). أشرف عليهن أكثر من ثلاثين مشرف تربوي، وعدد أخر من المشرفين التخصصيين.  

 لقد قامت كليتنا أكاديمياً ومهنياً وبامكانيات وإبداعات ومهارات طالباتها بغزو المؤسسات التطبيقية (المدارس والمراكز ورياض الأطفال) التالية: ثانوية طرابلس  (10 طالبات)، ثانوية عثمان زرتي - القبس (10)، مدرسة على الجزيري(10)، مدرسة مختار بالحاج (12)، مدرسة المجد (10)، مدرسة الشيخ علي سيالة (12)، ثانوية الحسن ابن الهيثم (11)، ثانوية الإنتفاضة (9)، شهيدة الواجب (12)، مدرسة بشير الأسطى ميلاد (11)، مدرسة باب تاجوراء (7)، مدرسة فتاة الثورة (11)، مركز الرشاد - تربية خاصة (5) ، ومدرسة الأمل للصم وضعاف السمع - تربية خاصة (3)، ومركز التدخل المبكر- تربية خاصة (1)، ومركز التضامن للتوحد - تربية خاصة (2)، ومن المدارس الأساسية: مدرسة 24 ديسمبر(6)، مدرسة الصديقة (6)، مدرسة العلمين (6)، مدرسة الجهاد (6)، مدرسة الرباط (6)، روضة عروس طرابلس - رياض الأطفال ( 14). هذا وقد تراوحت تقديرات طالباتنا في هذا الفصل ما بين الجيد والممتاز.

 وغني عن القول - كما نوهنا سابقاً - أن برنامج التربية العملي يُعد من أكثر البرامج أهمية وفائدة من الناحية التطبيقيةً. البرنامج وباختصار يُقحم "الطالب المعلم" في الميدان الحقيقي لأداء رسالته استعداداً لأداء مهمته نحو المجتمع.

 

 كما لا يفوتنا التنوية إلى صعوبة تنظيم البرنامج والإشراف عليه وما يحوي ذلك من تنسيق بين شبكة - شخصياً أعتبرها شبكة معقدة - تشمل 11 قسماً بالكلية، و11 منسقاً بكل قسم، و180 طالبة وطالب، وأكثر من عشرين مدرسة ومركز وروضة أطفال، وأكثر من ثلاثين مشرف تربوي، وربما مثلهم أو أكثر من المشرفين التخصصيين، بالإضافة إلى إدارات تعليمية مختلفة. وكل ذلك يقوم على أكتاف الدكتور محمد الساحلي منسق برنامج التربية العملي بالكلية، بالإضافة إلى المنسقين يالاقسام. مجهود جبار ينتهي دائماً – وبفضل الله - بالنجاح والفلاح لطلبتنا وقسمنا وكليتنا.

 

ولا يخلو كل فصل من لقطات ومفاجأت ومواقف جديدة ربما أهمها في هذا الفصل، وكما يروي الدكتور محمد الساحلي، بأن هذه الدفعة مشكورة من جميع المدارس، كما يضيف قائلاً: أنه لم تصادفنا عقبات جادة بل سارت الأمور بشكل سلس هذا الفصل، ولمس أيضاً تحسناً واضحاً في سير الإجراءات وفي علاقة الطالبات بالمدارس (إدارة ومعلمات). كما تم تعيين عدد من طالبات التربية العملي هذا الفصل (ربما حتى قبل الانتهاء من البرنامج)، لما ظهر منهن من إبداعات لاحظها مدراء المدارس، وتأتي هذه اللقطة - التي نفتخر بها جميعا - تتتويجا لجهود طالباتنا وأعضاء هيئة التدريس بالكلية. ونوه الدكتور محمد أيضاً إلى نيته في تنظيم مسابقة الفصل القادم حول أفضل مشرف تربوي وتخصصي.  وهكذا، تحققت نجاحات عديدة لكلية التربية بالرغم من الظروف العامة التي تمر بها مدينتنا الحبيبة، والتي لا شك أنها ضاعفت من الضغوط على طلبتنا.

ومما أود مشاركة القاريء الكريم به، أن من عادة الدكتور محمد الساحلي زيارة المدارس لتفقد سير العمل، وكان من عادته أيضاً طرح ملاحظاته بكل أدب وذوق ولين ورقي، لدرجة أن ملاحظاته تكون أحياناً أقرب إلى المدح والإطراء منها إلى الملاحظة. كان قادراً على توصيل ما يريد من رسائل حول سير العمل مع الاحتفاظ بأفضل العلاقات الأخوية الطيبة مع الطلبة والإدارة والمشرفين. كان قليل النقد وقليل الكلام، وكان أكثر تواجداً وتفاعلاً مع الأجواء الإيجابية، ما يدفع بالمشرفين إلى مضاعفة العمل والإنتاج ومحاولة الإبداع. ولذلك أسميته في بداية هذا العرض بـ "الرجل المهني الهاديء الصبور". وما شهدنا إلا بما رأينا وسمعنا ولمسنا عملياً.

وفي إحدى زيارته لمدرسة ابن الهيثم، وكنت متواجدا بالمدرسة ذلك اليوم، كان ترحيب الطالبات به ترحيباً حاراً، ما يدل على القبول وحسن معاملته لطالباتنا ومراعاته لمصالحهن العلمية. وهكذا يكون المسؤول. ما ذكرني بقوله تعالى "وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران: 159".

في ذلك اليوم أكرمني الدكتور محمد بصورة تذكارية أعتز بها. لكن ما أعتز وأفتخر واتشرف به أكثر حول تلك الصورة هو تعليقه المصاحب للصورة ( كلمات طيبة... قد لا استحقها ... ولكنها تظل كلمات طيبة)، نشرها على صفحة التربية العملية (أرفق مع هذا العرض الصورة والتعليق). لفتة طيبة لطيفة يشكر عليها الدكتور محمد (مديري في ذلك الموقف)، ما يدل مرة أخرى على إدراكه بأن حسن المعاملة والتركيز على الإيجابيات يحقق المزيد من العطاء في العمل مع الاحتفاظ بعلاقات أخوية متينة بين الزملاء.   

كما لا يفوتني أن أشير إلى حُسن ضيافة مدرسة ابن الهيثم الثانوية للبنات التي كرمني الله سبحانه وتعالى وأشرفت على طالبات التربية العملي بها، حسن ضيافة مصحوباً بالدعم والتقدير والتعاون والاحترام (وبالتأكيد حسن ضيافة كافة المؤسسات التطبيقية).

 

وفي النهاية لا يسعني مرة أخرى إلا أن أتقدم بالشكر والتقدير والإمتنان بل والتهنئة على هذا الإنجاز، لكليتا وقسمنا وإلى الدكتور الساحلي ومنسقي التربية العملي بالأقسام وإلى المؤسسات التطبيقية التي استضافت أبنائنا وبناتنا. والشكر والتهنئة لطالباتنا الكريمات، زهرات وورود وثمرات كليتنا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بهن البلاد والعباد. وإلى المزيد من النجاح والتفوق والفلاح. والله ولي التوفيق. 

 

وللاطلاع على المزيد من جهود وأنشطة وفعاليات البرنامج وابداعات وجهود وعطاء الطالبات يمكنكم زيارة موقع البرنامج على الرابط التالي:

   https://www.facebook.com/altarbiahalamalea

 

فتحي الفاضلي- منسق المعلومات والتوثيق

قسم التربية وعلم النفس- كلية التربية- طرابلس7-08-2022م.  

التعليقات